حفلت مباريات الدور الأول لنهائيات كأس الأمم الأفريقية بأنجولا بالعديد من المفاجآت بل والمتناقضات ولكن في النهاية تأهلت أكبر فرق القارة إلى ربع النهائي مع مفاجأة وحيدة فقط هي وصول زامبيا إلى ربع النهائي.
يعد المنتخب المصري المنتخب الوحيد الذي تأهل إلى الربع النهائي بجميع النقاط التسع.
المنتخب المصري حامل اللقب هو الفريق الوحيد الذي نال نقاط الدور الأول التسعة كاملة بالفوز على نيجيريا وموزمبيق وبنين، وبهذا سجل المنتخب المصري بقيادة حسن شحاتة رقما قياسيا في النهائيات القارية.
فمنذ بطولة مصر عام 2006 لعب منتخبها حتى الآن 15 مباراة دون هزيمة، وحتى نهاية مباريات الدور الأول سكن هدف واحد فقط مرمى الحارس المصري عصام الحضري ما يجعله أفضل حارس في البطولة حتى الآن.
اللافت أيضا أن الفرق الأفريقية الخمسة التي تأهلت إلى كأس العالم في جنوب أفريقيا تعثرت جميعا في أول مباراة لها فقد هزمت الجزائر على يد مالاوي وتغلبت الجابون على الكاميرون وفازت مصر على نيجيريا وتعادلت ساحل العاج مع بوركينا فاسو ثم تداركت الموقف وفازت على غانا.
"دون مستوى 2008"
ولكن في النهاية تأهلت الفرق الخمسة إلى ربع النهائي، ويرى المراقبون انخفاض مستوى البطولة بشكل عام مقارنة ببطولة غانا 2008 يرجع إلى أن الفرق الأفريقية خرجت نهاية العام الماضي من جولة التصفيات المشتركة لكأس العالم وكأس افريقيا بحالة من الإرهاق الشديد.
تعد زامبيا مفاجأة هذه الدورة حتى الآن
ويبدو أن الفرق المتأهلة إلى المونديال بشكل خاص تفضل التركيز على الإعداد لكأس العالم خاصة وأن معظم لاعبي هذه المنتخبات يلعبون في أوروبا ويريدون تجنب الإصابات أو الإرهاق الزائد.
بعض المتناقضات حملها الدور الأول نتيجة تباين أداء ونتائج بعض الفرق، وكان أبرز هذه التناقضات في المجموعة الأولى فقد خرج منتخب مالي رغم تسجيله سبعة أهداف بينما تأهلت الجزائر التي سجلت هدفا واحدا فقط في ثلاث مباريات ولكن كون الهدف سجل في مرمى مالي فقط تأهلت الجزائر.
في المجموعة الأولى أيضا كانت أعلى نسبة تهديف بواقع 18 هدفا منها ثمانية أهداف في مباراة الافتتاح التي انتهت بالتعادل بين أنجولا ومالاوي بأربعة أهداف لكل منهما.
أما أقل نسبة تهديف فكانت في المجموعة الثانية بسبب مشاركة ثلاثة منتخبات فقط بعد انسحاب توجو وانتهاء مباراة ساحل العاج وبوركينا فاسو بالتعادل السلبي.
مفاجآت
من المفارقات أيضا ان فرقا حققت الفوز في أول مباراة لها وتصدرت مجموعتها ولكنها خرجت في النهاية مثل مالاوي التي تغلبت على الجزائر بثلاثة أهداف نظيفة والجابون التي هزمت الكاميرون بهدف.
يتصدر الأنجولي أمادو فلافيو قائمة الهدافين برصيد ثلاثة أهداف وهو نفس رصيد سيدو كيتا نجم مالي ولكن خروج منتخب بلاده من البطولة يجعله عمليا بعيدا عن المنافسة على لقب الهداف.
واشتعلت المنافسة على لقب الهداف أيضا بوصول رصيد الكاميروني صامويل إيتو إلى هدفين متساويا مع لاعبي مصر محمد ناجي وعماد متعب والمهاجم الأنجولي مانوشو ولاعب زامبيا جاكوب مولينجا.
أما الموزمبيقي داريو خان فقد سجل هدفين أيضا ولكن على سبيل الخطأ في مرمى فريقه أمام بنين ومصر، وسجل الكاميرون أورلين شيدجو لاعب ليل الفرنسي هدفا في مرماه بطريق الخطأ أيضا مما كاد يطيح بالكاميرون من البطولة.
بعد البداية الغير مقنعة بلغت الإثارة ذروتها في الجولة الأخيرة التي شهدت تنافس 13 دولة على التأهل إلى ربع النهائي بفرص متساوية أحيانا، وضمن فقط منتخبان هما ساحل العاج ومصر التأهل إلى ربع النهائي وفي صدارة مجموعتيهما بعد انتهاء الجولة الثانية.
ولم يمنع نظام إقامة مباريات الجولة الأخيرة في كل مجموعة بنفس التوقيت من أن يتأثر كثيرا أداء الفرق بالاخبار الواردة عن نتيجة المباراة الأخرى وهو ما ظهر جليا في المجموعة الأولى في الشوط الثاني من مباراة منتخبي الجزائر وأنجولا.
اما أكثر المشاهد درامية وإثارة فكان في المجموعة الرابعة التي تصدرتها زامبيا رغم انها كانت في المركز الأخير قبل مبارتها الأخيرة مع الجابون التي ظل لاعبوها غير مصدقين بعد المباراة أنهم خرجوا رغم فوزهم على الكاميرون في مباراة الافتتاح.